الثلاثاء، 10 مايو 2011

أنا سلفي... ولكن

كلنا سلفيون لأن السلفي .....هو من لزم الكتاب والسنة وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان ... وبهذا نكون كلنا سلفيين.... فالسلفية ترادف " أهل السنة والجماعة" وما من أحد منا من غير أهل السنة والجماعة "

كلنا بالطبع راضون عن هذا التعريف الجامع المانع للسلفية كما يقول علماء المنطق.

   

"ولكن هذا التحديد الجلي لا يستطيع ، وحده، أن يرفع الغموض عن مضمون مصطلح "السلفية" لأن "الماضي" المحتذى سيظل غير محدد، لأنه متعدد هو الآخر... فهل هو الكتاب والسنة؟ أم أن فيه المأثورات المروية عن الصحابة؟ وهل هو تلك النصوص وحدها؟ أم أن فيه مذاهب التابعين وتابعي التابعين ؟؟...وحتى وإن كان السلف هو النصوص، قرآناً وسنة، فإن تفسيرها ورؤيتها قد تعددت بتعدد المناهج فئ المدارس الفكرية والفرق والتيارات، وكذلك الحال مع مأثورات الصحابة، تعددت، بل وتناقضت، فيها الروايات فضلا عن التفسيرات والتخريجات...ناهيك عن التعدد والاختلاف إذا نحن أدخلنا مذاهب المتقدمين فئ إطار " الماضى والسلف" الذي يدخل مستلهميه تحت مصطلح " السلفية والسلفيين".1

فأي سلف... إذا يتبعه السلفيون؟!

السلف أنفسهم اجتهدوا في فهم النصوص قرآنا وسنة، ولآن التشريع الإسلامي يقوم على إجمال ما يتغير، وتفصيل ما لا يتغير، فهناك الثابت غير القابل للتغيير- الذي يحول البعض أن يجدده وهو لا يدرك أنه بذلك يشاقق الله ورسوله، وهناك المتغير الذي يتجدد باختلاف الزمان والمكان- الذي يحاول بعض السلفيين تجميده حتى اختلط عليهم الأمر فأصبحت الأصول فروعاً، والفروع أصولاً كما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله. فالثابت هو النصوص "قرآنا وسنة" والمتغير هو الجهد البشرى المبذول في فهم معطيات هذه النصوص، وهو ما يمنح هذه الشريعة صلاحيتها لكل زمان ومكان. فعندما يتوقف الاجتهاد ونظل نستهلك ما أنتجه لنا السلف منذ ألف عام من أقوال واجتهادات، فإننا في الحقيقة نجعل من هذه النصوص تاريخاً ينفصل عن واقعنا المعاصر.

إذن حكاية "السلفية" تبدأ مع سفر ملايين المصريين للعمل في دول الخليج وبالأخص السعودية حتى إذا ما عادوا... عادوا إلينا بمرجعية دينية مختلفة " الفكر الوهابي" عن مرجعية مصر وهى الأزهر الشريف الذي كان ضعيفاً تابعاً للنظام حتى إن شيخه كان عضواً في لجنة سياسات الحزب الوطن المنحل وهو ما ساعد على انتشار الإسلام " السعودي" في مصر تحت مسمى "السلفية" . حتى مشايخ السلفية في مصر تربوا فكرياً في السعودية وفى مقدمتهم الشيخ محمد حسان الذي تتلمذ على يد الشيخين الجليلين عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحمهما الله.

   

.وتستطيع أن تتعرف عليهم بداية من اللوك "اللحية والجلباب الأبيض والشال الأبيض الذي يغطى الرأس" للرجل والنقاب للمرأة هو ليس زياً إسلامياً أبداً، بل هو زى وطني خاص بأهل الخليج يرتديه المؤمن منهم والفاسق والبار والفاجر ولكن جعله البعض علامة على الإيمان، بينما المسلمون في باكستان وأفغانستان مثلاً لهم زيهم الوطني الذي انتشر أيضا في مصر- بما أننا ليس لنا زى وطني- أثناء الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي.

إذا فالأمر لا يرتبط بالسلف بالضرورة - فالأزهر الشريف سلفي-، بل ينصب فئ الأساس على منهج فكرى هو "الفكر الوهابي" المناسب للبيئة والمجتمع الذي ظهر فيهما، وهذا لا يعنى بالضرورة أن يكون مناسباً لنا هنا فى مصر فالعيب ليس فئ الفكر بل فيمن يتجاهل خصائص المجتمعات المختلفة فمن المعروف والمشهور أن فتاوى الإمام مالك فئ العراق تختلف عنها في مصر.

ولكن السلفيين يصرون على الاختباء وراءه... ففي أيام الثورة كانوا يختبئون وراء فتوى تحريم المظاهرات رغم أننا الآن لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن مظاهرة سلفية؟!

كانوا يختبئون وراء فتوى عدم الخروج على الحاكم وأن ما يحدث فتنة كل ما يجب علينا فيها هو أن نلزم بيوتنا ؟! لذا صاروا أرضاً خصبة لنمو الظلم والاستبداد ...فهم يحرمون استخدام المرأة لـ"الشات" بدون محرم... بينما يقبلون الظلم والطغيان.

أين كانوا... وتحت أي غطاء شرعي خرجوا للشوارع الآن ؟!... وفتاوى شيوخ بتحريم المظاهرات لا تخفى على أحد؟!

وهل غيروا الفتوى 180 درجة من الحرمة إلى الحل من أجل مصلحتهم وهى أن يكون لهم تواجد في الشارع السياسي ؟!...بعد الثورة التي كان فيها الشيخ محمد حسان يمسك العصا من المنتصف، بينما اختفى تماماً الشيخ محمد حسين يعقوب ولم يظهر إلا بعد أن نصر الله في "غزوة الصناديق"، والشيخ أبو اسحاق الحوينى تمسك ومازال متمسكاً بفكرة عدم الخروج على الحاكم، والشيخ محمود المصري ظل رافضاً للثورة ولكنه عاد واعتذر.

وللحديث بقية عن السلفية إن شاء الله وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله.